Telegram Group & Telegram Channel
(البيضة المهووسة)


إنهم يدعونك كثيرا في هذا الشهر أن تتقبل صيامهم وقيامهم،
حتى أنهم يروون أن سلفهم الصالح كانوا يقضون السنة يدعون الله إما في أن توفقهم لاستقبال رمضان، أو أن تتقبل منهم صيامهم وقيامهم،
وهكذا هم لا زالوا سائرين على طريقة سلفهم،
لم يفكر أحد منهم أن يدعوك كي تتقبله هو بخطئه وصوابه وبيقينه وشكه،
بدلا من أن تتقبل صيامه وصلاته الخالية منك تماما..
إنهم في هذا الشهر يفكرون بطريقة تجارية بحتة، يضربون كل حرف من القرآن بعدد الحسنات التي سيحصلون عليها،
أصبحت حين أسمعهم يتحدثون عن جمع الحسنات بهذه الطريقة؛ أتذكر اللعبة التي تحبها أختي الصغيرة في هاتفها، فهي كلما جمعت قدرا أكبر من القطع الذهبية؛ تتقدم أكثر في اللعبة، حتى تدخل في النهاية البيت الذهبي بفضل قطعها الذهبية الوفيرة التي جمعتها عن طريق اجتياز العقبات في لعبتها، هم كذلك تماما،
إنهم يعتقدون أن الأمر كله في الحسنات والسيئات؛ لذا أصبح لديهم طرقا لجمع الحسنات بسرعة مذهلة تمنكهم من السكن في أعلى فراديسك في الجنة.
إن دينك كله يارب، لم يعد سوى حسنات وسيئات بفضل مشرعي المذاهب وواضعي الأحاديث التي تذهلني دائما، وهي تسهل لي امتلاك الجنة بطريقة مذهلة، إنه بمجرد أن أُسبِّحَ بكلمة ما؛ تغرس لي نخلة في الجنة، وهكذا في المقابل كلمة واحدة يمكنها أن ترسلني إلى قعر الجحيم.
إن دينك كله أصبح بهذه الطريقة يا رب، بل إنهم يقولون أيضا أنه بأكمله خمسة أركان فقط حين يفعلها المرء سيدخل الجنة فورا...
على أية حال،
أنت تعرف كل شيء يارب،
لا فائدة أن أقدم لك ماذا يفعلون أو كيف يعتقدون،
فأنا لم أأتي إليك من أجل هذا،
إنني أتيتك من أجل موضوع مهم،
أعرف مدى انشغالاتك، ومدى كبر اهتماماتك،
أعرف جيدا كيف إنه لأمر مرهق أن تتولى إدارة هذي الأكوان الفسيحة، وبالذات هذا الكوكب الذي نعيش فيه نحن بنو الأرض أو بنو آدم كما يحبون تسميتنا هؤلاء الذين حدثتك عنهم.
أنت الله وأنا أعرف جيدا مدى سعتك وعظمتك،
عفوا..
أكذب حين أقول أعرف جيدا مدى سعتك وعظمتك،
فأنا لم أعرف بعد، ماذا يدور فقط في جهازي العصبي الذي ترهقه أموري الحياتية فضلا عن بقية الأجهزة..
فكيف لي أن أعرف مدى عظمتك وأنت تدير العالم منذ لحظته الأولى ولم يظهر به خلل واحد للان؟!
أنا واحد من مليارات البشر في هذا العالم الواسع
الذي لا أعرف طرفه أبدا، بل لم أعرف منه لحد الآن سوى حدود بلادي التي لا تتعدى 555ألف كيلو متر مربع وبشكل ناقص أيضا.
أنا ذرة متناهية الصغر، حشرة صغيرة تتطير عدة سنتيمرات وتتعب؛ فتحط بشكل عشوائي في أماكن لا تعرفها، أنا أعرف جيدا مدى صغري ولا أعرف أبدا مدى سعتك وعظمتك وحدود صبرك التي لا وجود لها، ولكني كعادتي لا يمكنني أن أتخيل شيئا بلا حدود؛ فوضعت حدودا وأركانا لكل شيء، ابتداءً من دينك الذي اخترعتُ حدوده، وانتهاءً بأركان غرفتي الأربعة؛ لأنه من الصعب عليَّ جدا أن أفهم أمرا لا حدود له؛ لأنك خلقتني محدودا منذ البداية،
فسامحني حين أقول افتراءً: أعرف حدود صبرك، وأنا الجهول الذي لا علم له بشيء.
أنا يارب إنسان،
وهذا أجمل ما يمكن أن أصف به نفسي أمامك؛
لأني لولا روحك التي تجري في وريدي لم أكن إنسانا.
وكم أنت عظيم يا رب،
حين تمنحني كل شيء، فأغتر به وأتكبر فتناجيني قائلا:
"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟!"
غرني كرمك ولطفك أيها الحليم جدا.
على أية حال،
كعادتي يارب ثرثار حتى وأنا في حضرتك،
ما أحقرني دائما،
ومع ذلك كل دعني أود أن أقول لك شيئا مهما هنا:
إنني متعب جدا من هذا الصراع الذي يدور بداخلي، متعب جدا جدا يارب،
وكأنك وليتني إدارة ولاية من ولاياتك في هذا العالم وتركت كل أمورها على عاتقي..
متعب جدا لدرجة السخرية من تعبي الذي لا مبرر له،
تخيل معي:
حين يكون إنسان مثلي في كوكب لا يعرف أحد سواك مدى صغره بالنسبة للكون، متعبا جدا،
ما مدى تأثير هذا التعب على الكواكب والمجرات والانفجارات الكونية -التي لا زالت تحدث لحد اللحظة من قبل مليارات السنوات- بل ما مدى تأثيره على الكائنات الصغيرة من حوله؟!!
لا يهم أن تتخيل معي،
سأتخيل أنا:
لنفترض أن رجلا وقف على ظهر كوكب المريخ الذي يبعد عن الأرض ب (لا أدري) من الوحدات الفلكية -والتي كذلك لحد الآن يعجز العلم عن وضع قانون نستطيع به حساب المسافة بين كوكب وآخر ولا يهم هذا؛ فالعلم شاب مغرور كعادته- لنفترض وقف الرجل على ظهر هذا الكوكب ورمى هذه الكتلة الزرقاء التي نعيش فيها ببيضة صغيرة جدا.
ما الذي ستحدثه بيضته بهذا الكوكب الكبير في ذهني، والصغير في نظر المجرات المذهلة؟
أتخيلك الآن وأنت تبتسم من هذه البيضة المهووسة بإيقاف الأرض،



tg-me.com/shaa3r_alhyah/15925
Create:
Last Update:

(البيضة المهووسة)


إنهم يدعونك كثيرا في هذا الشهر أن تتقبل صيامهم وقيامهم،
حتى أنهم يروون أن سلفهم الصالح كانوا يقضون السنة يدعون الله إما في أن توفقهم لاستقبال رمضان، أو أن تتقبل منهم صيامهم وقيامهم،
وهكذا هم لا زالوا سائرين على طريقة سلفهم،
لم يفكر أحد منهم أن يدعوك كي تتقبله هو بخطئه وصوابه وبيقينه وشكه،
بدلا من أن تتقبل صيامه وصلاته الخالية منك تماما..
إنهم في هذا الشهر يفكرون بطريقة تجارية بحتة، يضربون كل حرف من القرآن بعدد الحسنات التي سيحصلون عليها،
أصبحت حين أسمعهم يتحدثون عن جمع الحسنات بهذه الطريقة؛ أتذكر اللعبة التي تحبها أختي الصغيرة في هاتفها، فهي كلما جمعت قدرا أكبر من القطع الذهبية؛ تتقدم أكثر في اللعبة، حتى تدخل في النهاية البيت الذهبي بفضل قطعها الذهبية الوفيرة التي جمعتها عن طريق اجتياز العقبات في لعبتها، هم كذلك تماما،
إنهم يعتقدون أن الأمر كله في الحسنات والسيئات؛ لذا أصبح لديهم طرقا لجمع الحسنات بسرعة مذهلة تمنكهم من السكن في أعلى فراديسك في الجنة.
إن دينك كله يارب، لم يعد سوى حسنات وسيئات بفضل مشرعي المذاهب وواضعي الأحاديث التي تذهلني دائما، وهي تسهل لي امتلاك الجنة بطريقة مذهلة، إنه بمجرد أن أُسبِّحَ بكلمة ما؛ تغرس لي نخلة في الجنة، وهكذا في المقابل كلمة واحدة يمكنها أن ترسلني إلى قعر الجحيم.
إن دينك كله أصبح بهذه الطريقة يا رب، بل إنهم يقولون أيضا أنه بأكمله خمسة أركان فقط حين يفعلها المرء سيدخل الجنة فورا...
على أية حال،
أنت تعرف كل شيء يارب،
لا فائدة أن أقدم لك ماذا يفعلون أو كيف يعتقدون،
فأنا لم أأتي إليك من أجل هذا،
إنني أتيتك من أجل موضوع مهم،
أعرف مدى انشغالاتك، ومدى كبر اهتماماتك،
أعرف جيدا كيف إنه لأمر مرهق أن تتولى إدارة هذي الأكوان الفسيحة، وبالذات هذا الكوكب الذي نعيش فيه نحن بنو الأرض أو بنو آدم كما يحبون تسميتنا هؤلاء الذين حدثتك عنهم.
أنت الله وأنا أعرف جيدا مدى سعتك وعظمتك،
عفوا..
أكذب حين أقول أعرف جيدا مدى سعتك وعظمتك،
فأنا لم أعرف بعد، ماذا يدور فقط في جهازي العصبي الذي ترهقه أموري الحياتية فضلا عن بقية الأجهزة..
فكيف لي أن أعرف مدى عظمتك وأنت تدير العالم منذ لحظته الأولى ولم يظهر به خلل واحد للان؟!
أنا واحد من مليارات البشر في هذا العالم الواسع
الذي لا أعرف طرفه أبدا، بل لم أعرف منه لحد الآن سوى حدود بلادي التي لا تتعدى 555ألف كيلو متر مربع وبشكل ناقص أيضا.
أنا ذرة متناهية الصغر، حشرة صغيرة تتطير عدة سنتيمرات وتتعب؛ فتحط بشكل عشوائي في أماكن لا تعرفها، أنا أعرف جيدا مدى صغري ولا أعرف أبدا مدى سعتك وعظمتك وحدود صبرك التي لا وجود لها، ولكني كعادتي لا يمكنني أن أتخيل شيئا بلا حدود؛ فوضعت حدودا وأركانا لكل شيء، ابتداءً من دينك الذي اخترعتُ حدوده، وانتهاءً بأركان غرفتي الأربعة؛ لأنه من الصعب عليَّ جدا أن أفهم أمرا لا حدود له؛ لأنك خلقتني محدودا منذ البداية،
فسامحني حين أقول افتراءً: أعرف حدود صبرك، وأنا الجهول الذي لا علم له بشيء.
أنا يارب إنسان،
وهذا أجمل ما يمكن أن أصف به نفسي أمامك؛
لأني لولا روحك التي تجري في وريدي لم أكن إنسانا.
وكم أنت عظيم يا رب،
حين تمنحني كل شيء، فأغتر به وأتكبر فتناجيني قائلا:
"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟!"
غرني كرمك ولطفك أيها الحليم جدا.
على أية حال،
كعادتي يارب ثرثار حتى وأنا في حضرتك،
ما أحقرني دائما،
ومع ذلك كل دعني أود أن أقول لك شيئا مهما هنا:
إنني متعب جدا من هذا الصراع الذي يدور بداخلي، متعب جدا جدا يارب،
وكأنك وليتني إدارة ولاية من ولاياتك في هذا العالم وتركت كل أمورها على عاتقي..
متعب جدا لدرجة السخرية من تعبي الذي لا مبرر له،
تخيل معي:
حين يكون إنسان مثلي في كوكب لا يعرف أحد سواك مدى صغره بالنسبة للكون، متعبا جدا،
ما مدى تأثير هذا التعب على الكواكب والمجرات والانفجارات الكونية -التي لا زالت تحدث لحد اللحظة من قبل مليارات السنوات- بل ما مدى تأثيره على الكائنات الصغيرة من حوله؟!!
لا يهم أن تتخيل معي،
سأتخيل أنا:
لنفترض أن رجلا وقف على ظهر كوكب المريخ الذي يبعد عن الأرض ب (لا أدري) من الوحدات الفلكية -والتي كذلك لحد الآن يعجز العلم عن وضع قانون نستطيع به حساب المسافة بين كوكب وآخر ولا يهم هذا؛ فالعلم شاب مغرور كعادته- لنفترض وقف الرجل على ظهر هذا الكوكب ورمى هذه الكتلة الزرقاء التي نعيش فيها ببيضة صغيرة جدا.
ما الذي ستحدثه بيضته بهذا الكوكب الكبير في ذهني، والصغير في نظر المجرات المذهلة؟
أتخيلك الآن وأنت تبتسم من هذه البيضة المهووسة بإيقاف الأرض،

BY ◆♬شاعر الحياة♬◆


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/shaa3r_alhyah/15925

View MORE
Open in Telegram


◆شاعر الحياة◆ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The S&P 500 slumped 1.8% on Monday and Tuesday, thanks to China Evergrande, the Chinese property company that looks like it is ready to default on its more-than $300 billion in debt. Cries of the next Lehman Brothers—or maybe the next Silverado?—echoed through the canyons of Wall Street as investors prepared for the worst.

What is Telegram Possible Future Strategies?

Cryptoassets enthusiasts use this application for their trade activities, and they may make donations for this cause.If somehow Telegram do run out of money to sustain themselves they will probably introduce some features that will not hinder the rudimentary principle of Telegram but provide users with enhanced and enriched experience. This could be similar to features where characters can be customized in a game which directly do not affect the in-game strategies but add to the experience.

◆شاعر الحياة◆ from us


Telegram ◆♬شاعر الحياة♬◆
FROM USA